كلمة شكر وتقدير لطلاب فوج التسعين - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


كلمة شكر وتقدير لطلاب فوج التسعين في مدرسة مسعدة الثانوية
فارس عباس عماشة - 17\04\2010

هي الحكايةُ التي تبتسمُ لأغنيةٍ عتيقةٍ لا يخونها اللحن
هي الحكايةُ التي لن يعتزل خبزها من مهنة الحنين إلى القمح
هي الحكايةُ التي تجلس في جلدنا عند الاستسلام لحضرة الوقت

قال اينشتين في مناسبة تكريم طلابه له:
"يا أبنائي كنتُ أسير على شاطئِ المحيط فتعثرت قدمايَّ ببعض الأصداف البحرية، لكن المحيط بقي أمامي يغصُ باللآلئ الفريدة" .

بالنسبة لنا إنَّ المحيط هو جولاننا الحبيب وشعبه المعطاء العظيم واللآلئ الفريدة هي أنتم يا طلابنا الأعزاء، أما أنا فلست بأينشتين
.
نعم إنَّ الوفاء هو من شيم الكرام، عشرون عاماً مرت على تخرج طلاب فوج التسعين من القرن الماضي، واختار
كل من هؤلاء الطلاب طريقه في الحياة فمنهم اليوم المعلم، الطبيب، المهندس، التاجر.. وكل حسب رغبته وما يسّر الله له.
رغم السنين الطوال لم ينسَ هؤلاء الطلاب أقرانهم ورفاق صفهم ومعلميهم وذلك لأن بذرة الأصالة والوفاء في عروقهم.
كم كنت سعيداً في تلك السهرة التي أرجعتني إلى طلابٍ وأبناءٍ أحباء، لم تتغير فيهم براءة الأطفال ودماثة الأخلاق وفرح الشباب وطرفة الحديث، هذا يذكرني بتجربة المختبر وذاك يطلب مني أن أوفيَّ لهُ دَينهُ عندما أجاب على السؤال( دوره على "البوسكليات" التي كانت ملكي الوحيد)، وآخر بما قلته عند إعادة الشرح لزميليه عدة مرات...
إنهُ فعلاً لقاءٌ حميم، وما أسعدنا في تلك الساعات القليلة المعبرة عن سنواتٍ مضت ملؤها الحب والمعرفة.
كم أنا ممتنٌ لهؤلاء الأحباء ومقدرٌ لما بذلوه من جهدٍ وكرم وكلفةٍ كبيرة في سبيل ترسيخ معاني المحبة والإخلاص
، فهذا كلهُ ليس بغريبٍ على العائلات السوريةِ الجولانية التي ربت وتربي أبناءها على الفضيلةِ والكرمِ والوفاء.
وما أحوجنا اليوم إلى هذه اللقاءات وخاصةً بعد تقسم الثانوية التي كانت جامعة لكافة طلاب قرى جولاننا الحبيب.
لقدُ كنتُ معلماً للكيمياء لطلابِ هذهِ الدفعة، أرجو أن أكون قد قمتُ بواجبي نحوهم والذي لا يُشكر على من يقوم بواجبهِ.
إنهم أبناؤنا كما أخلصنا لهم فهم اليوم مخلصون لأولادنا في مجالات عملهم التي يعملون بها.
كنْ باراً بوالديكَ يكن أولادكَ بررة بكَ.
وكذلك أرجو أن يوفيكم الله عنا خيراً ويجعل ممن تتعاملون
معه بررة بكم ويكرموكم كما أكرمتمونا.